حكم وضع القرآن الكريم داخل الهاتف النقال أو حمله في الجيب
السؤال : ما حكم اقتناء القران الكريم داخل
الهاتف النقّال ؟ وما حكم وضع المصحف داخل الجيب الأمامي أو الخلفي
للبنطال أو اللباس ككل ؟
لجواب :
الحمد لله
يجوز وضع القرآن الكريم داخل الهاتف النقال ، وينبغي أن يكون بالرسم العثماني ، إلا
إن تعذر ذلك فيجوز بغيره .
المصحف بالجيب جائز ، ولا يجوز أن يدخل الشخص الحمام ومعه مصحف، بل
يجعل المصحف في مكان لائق به ؛ تعظيما لكتاب الله واحتراما له ، لكن إذا اضطر إلى
الدخول به خوفا من أن يسرق إذا تركه خارجا جاز له الدخول به للضرورة " انتهى .
وأما إن كان حمل المصحف في الجيب الخلفي للبنطال ، يترتب عليه الجلوس على المصحف
إذا أراد صاحبه أن يجلس :
فلا
يجوز ـ حينئذ ـ وضعفه في الجيب الخلفي ، وأقل أحوال ذلك الكراهة ؛ بل صرح غير واحد
من أهل العلم بتحريم ما هو أيسر من ذلك : أن يجعل المصحف تحت رأسه ، كالوسادة له .
قال
النووي رحمه الله :
"
أجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف ، واحترامه .
قال
أصحابنا وغيرهم : ... ويحرم توسده ؛ بل توسد آحاد كتب العلم حرام " . اهـ
التبيان في آداب حملة القرآن (128) ، وانظر أيضا : البرهان في علوم القرآن ،
للزركشي (1/478) .
وقال ابن مفلح رحمه الله :
"
وَيُكْرَهُ تَوَسُّدُ الْمُصْحَفِ ، ذَكَرَهُ ابْنُ تَمِيمٍ وَذَكَرَهُ فِي
الرِّعَايَةِ . وَقَالَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ كَرِهَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَنْ
يَضَعَ الْمُصْحَفَ تَحْتَ رَأْسِهِ فَيَنَامُ عَلَيْهِ قَالَ الْقَاضِي : إنَّمَا
كَرِهَ ذَلِكَ لِأَنَّ فِيهِ ابْتِذَالًا لَهُ وَنُقْصَانًا مِنْ حُرْمَتِهِ ،
فَإِنَّهُ يَفْعَلُ بِهِ كَمَا يَفْعَلُ بِالْمَتَاعِ .
وَاخْتَارَ ابْنُ حَمْدَانَ التَّحْرِيمَ وَقَطَعَ بِهِ فِي الْمُغْنِي وَالشَّرْحِ
كَمَا سَيَأْتِي فِي الْفَصْلِ بَعْدَهُ ، وَكَذَا سَائِرُ كُتُبِ الْعِلْمِ إنْ
كَانَ فِيهَا قُرْآنٌ وَإِلَّا كُرِهَ فَقَطْ ...
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْقَوِيِّ فِي كِتَابِهِ "مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ" : إَنَّهُ
يَحْرُمُ الِاتِّكَاءُ عَلَى الْمُصْحَفِ ، وَعَلَى كُتُبِ الْحَدِيثِ وَمَافِيهِ
شَيْءٌ مِنْ الْقُرْآنِ اتِّفَاقًا " . اهـ .